اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) التفسير المختصر: اقرأ - أيها الرسول - ما يوحيه الله إليك؛ مفتتحًا باسم ربك الذي خلق جميع الخلائق. تفسير الجلالين: «اقرأ» أوجد القراءة مبتدئا «باسم ربك الذي خلق» الخلائق. تفسير السعدي: هذه السورة أول السور القرآنية نزولًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال: ما أنا بقارئ فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ عموم الخلق، ثم خص الإنسان. |
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) التفسير المختصر: خلق الإنسان من قطعة دم متجمدة بعد أن كانت نطفة. تفسير الجلالين: «خلق الإنسان» الجنس «من علق» جمع علقة وهي القطعة اليسيرة من الدم الغليظ. تفسير السعدي: وذكر ابتداء خلقه مِنْ عَلَقٍ فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك بإرسال الرسول إليهم ، وإنزال الكتب عليهم، ولهذا ذكر بعد الأمر بالقراءة، خلقه للإنسان. |
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) التفسير المختصر: اقرأ - أيها الرسول - ما يوحيه الله إليك، وربك الأكرم الذي لا يداني كرمه كريم، فهو كثير الجود والإحسان. تفسير الجلالين: «اقرأ» تأكيد للأول «وربك الأكرم» الذي لا يوازيه كريم، حال من الضمير اقرأ. تفسير السعدي: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود. |
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) التفسير المختصر: الذي علّم الخط والكتابة بالقلم. تفسير الجلالين: «الذي علم» الخط «بالقلم» وأول من خط به إدريس عليه السلام. تفسير السعدي: الذي من كرمه أن علم بالعلم و عَلَّمَ بِالْقَلَمِ |
عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) التفسير المختصر: علم الإنسان ما لم يكن يعلمه. تفسير الجلالين: «علم الإنسان» الجنس «ما لم يعلم» قبل تعليمه الهدى والكتابة والصناعة وغيرها. تفسير السعدي: [عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ به العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلًا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق. |
كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ(6) التفسير المختصر: حقًّا إن الإنسان الفاجر مثل أبي جهل ليتجاوز الحدّ في تعدّي حدود الله. تفسير الجلالين: «كلا» حقا «إنَّ الإنسان ليطغى». تفسير السعدي: والإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى |
أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ(7) التفسير المختصر: لأجل أن رآه استغنى بما لديه من الجاه والمال. تفسير الجلالين: «أن رآه» أي نفسه «استغنى» بالمال، نزل في أبي جهل، ورأى علمية واستغنى مفعول ثان وأن رآه مفعول له. تفسير السعدي: والإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى |
إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ(8) التفسير المختصر: إنّ إلى ربك - أيها الإنسان - الرجوع يوم القيامة فيجازي كلًّا بما يستحقه. تفسير الجلالين: «إن إلى ربك» يا إنسان «الرجعى» أي الرجوع تخويف له فيجازي الطاغي بما يستحقه. تفسير السعدي: ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. |
أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ(9) التفسير المختصر: أرأيت أعجب من أمر أبي جهل الذي ينهى. تفسير الجلالين: «أرأيت» في الثلاثة مواضع للتعجب «الذي ينهي» هو أبو جهل. تفسير السعدي: يقول الله لهذا المتمرد العاتي: أَرَأَيْتَ أيها الناهي للعبد إذا صلى |
عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ(10) التفسير المختصر: عبدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى عند الكعبة. تفسير الجلالين: «عبدا» هو النبي صلى الله عليه وسلم «إذا صلّى». تفسير السعدي: عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ |
أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ(11) التفسير المختصر: أرأيت إن كان هذا المنهي على هدى وبصيرة من ربه؟! تفسير الجلالين: «أرأيت إن كان» المنهي «على الهدى». تفسير السعدي: إِنْ كَانَ العبد المصلي عَلَى الْهُدَى العلم بالحق والعمل به، |
أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ(12) التفسير المختصر: أو كان يأمر الناس بتقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، أَيُنْهى من كان هذا شأنه؟! تفسير الجلالين: «أو» للتقسيم «أمر بالتقوى». تفسير السعدي: أَوْ أَمْرٍ غيره بِالتَّقْوَى .فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى. |
أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ(13) التفسير المختصر: أرأيت إن كذّب هذا الناهي بما جاء به الرسول، وأعرض عنه، ألا يخشى الله؟! تفسير الجلالين: «أرأيت إن كذب» أي الناهي النبي «وتولى» عن الإيمان. تفسير السعدي: أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ الناهي بالحق وَتَوَلَّى عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟ |
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ(14) التفسير المختصر: ألم يعلم ناهي هذا العبد عن الصلاة أنّ الله يرى ما يصنع، لا يخفى عليه منه شيء؟! تفسير الجلالين: «ألم يعلم بأن الله يرى» ما صدر منه، أي يعلمه فيجازيه عليه، أي اعجب منه يا مخاطب من حيث نهيه عن الصلاة ومن حيث أن المنهي على الهدى آمر بالتقوى ومن حيث أن الناهي مكذب متولٍ عن الإيمان. تفسير السعدي: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ما يعمل ويفعل؟. |
كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ(15) التفسير المختصر: ليس الأمر كما تصور هذا الجاهل، لئن لم يكفّ عن أذاه لعبدنا وتكذيبه له، لنأخذنّه مجذوبًا إلى النار بمقدم رأسه بعنف. تفسير الجلالين: «كلا» ردع له «لئن» لام قسم «لم ينته» عما هو عليه من الكفر «لنسفعا بالناصية» لنجرنَّ بناصيته غلى النار. تفسير السعدي: ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ عما يقول ويفعل لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك. |
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ(16) التفسير المختصر: صاحب تلك الناصية كاذب في القول، خاطئ في الفعل. تفسير الجلالين: «ناصية» بدل نكرة من معرفة «كاذبة خاطئة» وصفها بذلك مجازًا والمراد صاحبها. تفسير السعدي: فإنها نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها. |
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ(17) التفسير المختصر: فليدع -حين يؤخذ بمقدم رأسه إلى النار- أصحابه وأهل مجلسه؛ يستعين بهم لينقذوه من العذاب. تفسير الجلالين: «فليدع ناديه» أي أهل ناديه وهو المجلس ينتدى يتحدث فيه القوم وكان قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما انتهره حيث نهاه عن الصلاة: لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا مني لأملأنَّ عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا. تفسير السعدي: فَلْيَدْعُ هذا الذي حق عليه العقاب نَادِيَهُ أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزله به. |
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ(18) التفسير المختصر: سندعو نحن خَزَنة جهنم من الملائكة الغلاظ الذين لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، فلينظر أي الفريقين أقوى وأقدر. تفسير الجلالين: (سندع الزبانية) الملائكة الغلاظ الشداد لإهلاكه كما في الحديث "" لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا "". تفسير السعدي: سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة. |
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩(19) التفسير المختصر: ليس الأمر كما توهم هذا الظالم أن يصل إليك بسوء، فلا تطعه في أمر ولا نهي، واسجد لله، واقترب منه بالطاعات، فإنها تقرّب إليه. تفسير الجلالين: «كلا» ردع له «لا تطعه» يا محمد في ترك الصلاة «واسجد» صلِّ لله «واقترب» منه بطاعته. تفسير السعدي: وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال: كَلَّا لَا تُطِعْهُ [أي:] فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين، وَاسْجُدْ لربك وَاقْتَرَبَ منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه، وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعبث به وآذاه. تمت ولله الحمد. |